اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيكون 'من السذاجة' أن تعتقد الدول العربية والغربية أن
الرئيس السوري بشار الأسد سيوقف إطلاق النار أولا ويسحب قواته من المدن الكبرى، في حين أكدت تركيا
أنها ستواصل العمل في الأمم المتحدة من أجل فرض منطقة عازلة في سوريا.
وقال لافروف اليوم السبت في كلمة أمام طلاب المعهد الحكومي للعلاقات الدولية بموسكو 'عندما يقول
شركاؤنا إن الحكومة أولا يجب أن تتوقف (عن القتال) وتسحب كل قواتها وأسلحتها من المدن وتكتفي بدعوة
المعارضة إلى فعل ذلك، فهذه خطة لا يمكن تحقيقها إطلاقا. فإما أن الناس ساذجون أو أنه نوع من الاستفزاز'.
وأكد أن دعوة كهذه تعادل طلبا 'باستسلام' النظام، وأوضح أنه يرى أنه لا يحق للغربيين ولا للعرب طرح طلب
كهذا، وأشار الوزير الروسي إلى أن ملاحظاته 'لا تهدف إلى دعم نظام الأسد بل تعكس الواقع اليومي على الأرض'.
من جانبه عبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي للمبعوث العربي والأممي الجديد إلى سوريا الأخضر
الإبراهيمي عن مخاوفه من تطورات الأوضاع في سوريا، وقال إن بلاده تتابع عن كثب تطورات الأوضاع الإنسانية.
وقال بيان لوزارة الخارجية الصينية إن جيتشي أكد خلال المكالمة الهاتفية التي جمعته بالإبراهيمي دعم بلاده
لمهمة المبعوث الأممي والعربي من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، وأضاف أن الحوار هو
الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة، ودعا إلى احترام سيادة سوريا وحق شعبها في الاختيار، مجددا رفض بلاده لأي تدخل أجنبي.
مناطق عازلة
من جهة أخرى استبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إقامة أي مناطق عازلة في سوريا لاستقبال
اللاجئين الهاربين من المعارك من دون قرار من الأمم المتحدة.
وقال أردوغان لقناة كانال تورك أمس الجمعة 'لا يمكننا القيام بذلك من دون قرار من مجلس الأمن الدولي'،
واعتبر أنه 'من غير الممكن إنشاء منطقة عازلة من دون إقامة منطقة حظر جوي'.
وأكد أن 'تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري، وليس إلى جانب النظام الوحشي لبشار الأسد'، معربا عن
اقتناعه بأن 'الأسد ميت سياسيا'، وقال 'الأسد وصل إلى نهاية حياته السياسية.. الأسد في الوقت الحالي لا يعمل في سوريا كسياسي وإنما كعنصر وكعامل للحرب'.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد دعا مجلس الأمن الخميس إلى 'التحرك من دون تأخير' لإقامة
مناطق عازلة، مشيرا إلى أن 80 ألف سوري استقبلوا في مخيمات في تركيا، في حين أن أربعة آلاف آخرين يجتازون الحدود يوميا. ويعيش 20 ألف لاجئ سوري في شقق أو فنادق في تركيا، بحسب سلطات أنقرة.
ولم تنجح القوى الكبرى في الاتفاق على الاقتراح التركي، وقالت مصادر حكومية تركية إن أنقرة ستواصل
السعي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر القادم من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة منطقة أمنية
في سوريا، وإنها ستحاول خلال الأسابيع القادمة الضغط على روسيا وإيران اللتين تعارضان هذه الخطة بشدة.
وقالت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني إن معارضي الأسد بحاجة إلى ملاذ آمن يتمتع بحماية أجنبية في سوريا حتى يمكنهم تشكيل سلطة انتقالية جديرة بالثقة.
وأضافت بسمة التي استقالت من المجلس الوطني السوري مؤخرا، قائلة إن المجلس يفتقر إلى الصلة
بالمقاتلين على الأرض، وأضافت أنه 'ينبغي أن تكون قاعدة هذه الحكومة الانتقالية داخل سوريا في المناطق المحررة ويتطلب هذا وجود منطقة آمنة يمكن أن تكون مقرا لها'.
عمال المساعدات
من جهة أخرى قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه طالب الحكومة السورية بالسماح بدخول مزيد من عمال المساعدات الدوليين وإنه تلقى ردا إيجابيا على ذلك.
وقال بان الذي التقى في وقت سابق رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم بطهران 'دعوت السلطات السورية للسماح بدخول كثير من عمال المساعدات الإنسانية الدوليين'، وأضاف في حديث لرويترز 'أبلغوني بأنهم سيدرسون الأمر بشكل إيجابي'.
ومن شأن السماح بدخول مزيد من عمال المساعدات أن يتيح لمنظمات المساعدات المدنية التعامل مع أزمة
إنسانية دفعت نحو 250 ألف سوري إلى الفرار من بلادهم وأثرت على ما لا يقل عن 2.5 مليون شخص داخل البلاد.
وتقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن ظروف المعيشة تدهورت في سوريا خلال الشهور الماضية مع احتدام
الصراع المسلح الذي قطع الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات عن المدنيين.